عادت أجواء الإثارة والتشويق إلى حلبة لوسيل الدولية اليوم مع انطلاق منافسات سباق قطر 1812 كم المرتقب، وهو السباق الافتتاحي في موسم 2025 لبطولة العالم لسباقات التحمل، التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات، بيوم حافل بالفعاليات اشتمل على حصص التجارب الحرة التي أبرزت تميز الحلبة في عالم رياضات المحركات. وجاء ذلك في أعقاب العرض المذهل الذي أقيم مساء الثلاثاء في درب لوسيل حيث عرضت جميع الشركات المصنعة 13 سيارة من سياراتها المشاركة في سباقات الهايبر كار ولو مان جي تي3 أمام آلاف المشجعين المتحمسين، وهو ما مهد الطريق للموسم الجديد بشكلٍ مثالي. 

 

بدأ اليوم بأجواء مفعمة بالحيوية حيث أقيمت حصص التجارب الحرة لبطولة الشرق الأوسط للفورمولا 4 وبطولة الشرق الأوسط الإقليمية للفورمولا التي تُقام على هامش سباق قطر 1812 كم. وشهدت هذه الحصص مشاركة ثلاثة سائقين قطريين واعدين يمثلون فريق الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ويحملون الآمال الوطنية مع مواصلتهم لمسيرة تطورهم في عالم رياضات المحركات على أرض وطنهم. وتحظى بطولة الشرق الأوسط الإقليمية للفورمولا باهتمام خاص حيث يُقام السباق الأخير ضمن منافسات الموسم الحالي في قطر، وهو ما يضيف إلى تميز الحلبة باستضافتها لهذا السباق الختامي المثير لتلك المنافسة الإقليمية المهمة.

 

وخلال حصة التجارب الحرة الأولى لسباق قطر 1812 كم، تصدر فريق فيراري إيه إف كورس لائحة الترتيب مع تسجيل السائق جيمس كالادو لزمن مذهل قدره دقيقة و42 ثانية و123 جزء من الثانية على متن سيارة فيراري 499P رقم 51، وهو ما يبرهن على البداية القوية للشركة المصنعة الإيطالية في موسم 2025. وحل خلفه مباشرة فريق كاديلاك هرتز جوتا على متن السيارة رقم 38، حيث سجل السائق سيباستيان بورديه زمنًا قدره دقيقة و42 ثانية و355 جزء من الثانية، بينما حلت السيارة فيراري 499P رقم 50 في المركز الثالث، بفارق أقل من عُشر ثانية خلف كاديلاك. وبصرف النظر عن التوقف القصير الذي وقع عندما توقف السائق أليكس ريبيراس على متن سيارة أستون مارتن فالكيري لأول مرة عند المنعطف الأول بسبب اشتباه حدوث مشكلة في البطارية، سارت الحصة بسلاسة، وبرزت أسرع عشر سيارات في الفئة العليا حيث سجلت جميعها أوقاتًا تتفاوت بمقدار ثانية واحدة فقط عن بعضها البعض، وهو ما يُبشر بإمكانية متابعة سباقات تنافسية محتدمة خلال الموسم الحالي.

 

وفي فئة لو مان جي تي3 (LMGT3)، تصدرت سيارة لكزس رقم 78 لفريق أكوديس ساب لائحة الترتيب مع تسجيل السائق بن بارنيكوت لزمن قدره دقيقة و55 ثانية و801 جزء من الثانية، وحلت سيارتا كورفيت لفريق تي إف سبورت في المركزين الثاني والثالث بفارق ضئيل بلغ عُشريَّ ثانية. ولم يغادر أي من فريقي آيرون لينكس ومرسيدس إيه إم جي جي تي3 مسار الصيانة بسبب مشكلات في إجراءات توصيل الوقود تتطلب تحديثًا للبرنامج، وهو ما يمثل تحديًا مبكرًا للظهور الأول لسيارة مرسيدس إيه إم جي جي تي3 في بطولة العالم لسباقات التحمل. وفي الوقت نفسه، نجح فريقا ريسنج سبيريت أوف لومان وبروتون كومبيتيشان في إصلاح سياراتهما التالفة، حيث نجحت سيارة آر إس إل إم فانتاج رقم 10 في إكمال 34 لفة لتحتل المركز السادس وأكملت سيارة موستانج رقم 77 التي أُعيد تصميمها 25 لفة على الرغم من كونها الأبطأ في فئتها. 

 

وشهدت حصة التجارب الحرة الثانية ارتقاء كاديلاك إلى صدارة الترتيب مع حلول السائق ويل ستيفنز على متن السيارة رقم 12 من طراز V 0- Series. R  في المركز الأول بزمنٍ قدره دقيقة و42 ثانية و228 جزء من الثانية، ليتفوق بمقدار ثلاثة أعشار من الثانية على منافسه أنطونيو فوكو من فريق فيراري على متن السيارة رقم 50 من طراز فيراري 499P. وحل السائق رينيه راست من فريق بي إم دبليو في المركز الثالث على متن السيارة رقم 20، بفارق نصف ثانية تقريبًا عن سيارة كاديلاك متصدرة الحصة. وفي سباق لو مان جي تي3، حقق فريق يونايتد أوتوسبورتس أسرع لفة حيث حل شون جيليل، سائق فريق مكلارين، في المركز الأول بزمن قدره دقيقة و54 ثانية و557 جزء من الثانية على متن السيارة رقم 95 من طراز مكلارين 720 إس جي تي 3 إيفو، بينما واصل فريق أكوديس إيه إس بي ليكزس أدائه الرائع مع حلول السائق بن بارنيكوت على متن السيارة رقم 68 من طراز آر سي إف جي تي3 في المركز الثاني بفارق 136 جزء من الثانية فقط خلف سائق فريق مكلارين متصدر السباق. وحلت السيارة رقم 87 من طراز ليكزس لسائقها جوزيه ماريا لوبيز في المركز الثالث بزمن قدره دقيقة و54 ثانية و742 جزء من الثانية، وهو ما يُظهر السرعة الفائقة لسيارات الشركة المصنعة اليابانية القوية في حصتي التجارب الحرة. 

 

وكانت حصة التجارب الحرة لسباق لوسيل كلاسيك من أبرز فعاليات اليوم، حيث شارك فيها 30 سائقًا مخضرمًا من تسع دول على متن  سيارات شهيرة من العصر الذهبي لسباقات التحمل. وتصدر السائق المخضرم تشارلي هايت هذه الحصة على متن سيارة شيفرون B31 موديل 1975 بزمن قدره دقيقتين وثانيتين و525 جزء من الثانية، وحل منافسه جيمي كونستابل على متن سيارة شيفرون B19 موديل 1971 في المركز الثاني متخلفًا بفارق ثانيتين و779 جزء من الثانية فقط عن صاحب الصدارة. وحلت السيارة رقم 4 من طراز بورشه 908/03 المصنوعة في عام 1971 في المركز الثالث بزمن قدره دقيقتين و5 ثوانٍ و308 جزء من الثانية.

 

واختتم اليوم بمسير لوسيل المذهل للسيارات الكلاسيكية، الذي انطلق من الحلبة في اتجاه ميناء الدوحة القديم حيث اصطف المشجعون لمشاهدة سيارات السباق العتيقة بما في ذلك سيارة فيراري 51 بي بي إل إم النادرة بمحركها المسطح المزود بـ 12 إسطوانة، وسيارة جينيتا جي 16 البريطانية الرشيقة، وسيارة شيفروليه كورفيت سي 3 التي تمثل القوة الخالصة للهندسة الأمريكية، وهو ما أسعد المشجعين برؤية سيارات العصر الذهبي لسباقات التحمل. 

 

وتستمر السباقات غدًا بعقد التصفيات التأهيلية التي ستحدد هوية السائقين الذين سينطلقون من مراكز الصدارة في سباق قطر 1812 كم المقرر إقامته يوم الجمعة والذي سيستغرق أقل من 10 ساعات ويمنح 38 نقطة للفائزين وفقًا لنظام احتساب النقاط في بطولة العالم لسباقات التحمل. كما ستتاح الفرصة للمشجعين لمشاهدة مرافق الحلبة عن قرب عبر القيام بجولة خاصة في مسار الصيانة وحضور جلسة توقيع للسائقين على التذكارات، وهو ما يوفر فرصة حصرية لمقابلة نجوم سباقات التحمل ورؤية عجائب الهندسة المتطورة عن قرب.